دُعاء مُتحرك

اللَهُمَّ لَكَ الحَمْدُ كَمَا يَنبَغِي لِجلالِ وَجهِكَ وَعَظيمِ سُلطانِكْ. اللَّهُمَّ اغفِر لَنا وَلِلْمُؤمنينَ والمُؤْمِناتِ والمسلِمينَ والمُسْلِمات.

الأربعاء، 10 فبراير 2010

الرئيسية الحِلم وَلِين الجَانِب

الحِلم وَلِين الجَانِب

 

تَذاكَرَ جَمَاعَةٌ فِيمَا بَينَهُم أخبَارَ مَعْن بن زائِدَة وَمَا هُوَ عَليهِ مِنْ وَفرَةِ الحِلمِ وَلِينِ الجَانِب وَأطالوا في ذلك، فَقَامَ أعرَابيٌ وَآلى على نَفسِه أنْ يُغضِبَه.


فَقَالوا: إنْ قَدِرتَ على إغضابهِ فَلَكَ مِائةُ بَعير، فانْطَلَقَ الأعرَابيُ إلى بَيتِهِ وَعَمِدَ إلى شَاةٍ لهُ فَسَلخَها ثم ارتدى إهابَها جَاعِلاً بَاطِنَهُ ظاهِرَه ثُمَ دَخَلَ على مَعنٍ بصُورَتِهِ تِلك وَوَقَفَ أمَامَهُ طافِحَ العِيْنِ كالخَليْع، تَارَةً يَنظُرُ إلى الأرضِ وَتارةً يَنظُرُ إلى السَماءِ ثُمَ قَال:

 
أتَذكُرُ إذ لِحَافُكَ جِلدُ شَاةٍ . . . وَإذ نَعلاكَ مِنْ جِلدِ البَعيْر؟!


قَالَ
مَعْن: أذكُرُ ذَلِكَ وَلا أنْسَاهُ يَا أخا العَرَبْ.


فَقَالَ الأعرَابي:

فَسُبْحَانَ الذي أعطَاكَ مُلكَاً
. . . وَعَلَّمَكَ الجُلوُسَ على السَرير


فَقَالَ
مَعْن سُبحَانَهُ وَتَعالى.


فَقَالَ الأعرَابي:

فَلَستُ مُسَلِّمَاً مَا عِشْتُ حَيْاً
. . . على مَعْنٍ بتَسليمِ الأميْر


قَالَ
مَعْن: إنْ سَلَّمْتَ رَدَدنَا عَليْكَ السَلام وَإنْ تَرَكتَ فَلا ضَيْرَ عَليْك.


فَقَالَ الأعرَابيُ وَقَدْ أعْيَاهُ حِلْمُ مَعْن:

فَجُد لي يَا بنَ نَاقِصَةٍ بمَالٍ
. . . فَإنّي قَدْ عَزَمتُ عَلى المَسيْر


فَقَالَ
مَعْن أعْطُوهُ ألفَ دينَار.


فَأخَذَها الأعرَابيُ وَقَال:

قَليْلُ مَا أتَيْتَ بهِ وَإنْي
. . . لأطمَعُ مِنْكَ بالمَالِ الكَثيْر

فَثَنِّ فَقَد أتَاكَ المُلْكُ عَفوَاً
. . . بلا عَقْلٍ وَلا رَأيٍ مُنيْر


فَقَالَ
مَعْن أعْطُوهُ ألفَاً ثانياً.


فَتَقَدَمَ الأعرَابيُ إلَيهِ وَقَبَّلَ يَدَيهِ وَرجْليهِ وَقَال:

سَألتُ الجُوْدَ أنْ يُبقِيَكَ ذُخْراً
. . . فَمَا لَكَ في البَريةِ مِنْ نَظيْر

فَمِنْكَ الجُوْدُ وَالإفضَالُ حَقَاً
. . . وَفَيْضُ يَدَيْكَ كَالبَحْرِ الغَزيْر


فَقَالَ
مَعْن أعْطَينَاهُ على هَجوِنَا ألفَيْنِ فَأعْطُوهُ على مَدْحِنَا أرْبَعَةَ آلاف.


فَقَالَ الأعرَابي: جُعِلتُ فِداكَ مَا فَعَلتُ ذَلِكَ إلا لِمِائَةِ بَعيْرٍ جُعِلَت على إغْضَابك.


فَقَالَ
مَعْن: لا خَوفَ عَليْك، ثُمَ أمَرَ لَهُ بمِائتَي بَعيْرٍ نِصفُهَا لِلرهَان وَالنِصفُ الآخَر لَه.


فَانْصَرَفَ الأعرَابيُ دَاعِيَاً شَاكِراً
. . .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.