دُعاء مُتحرك

اللَهُمَّ لَكَ الحَمْدُ كَمَا يَنبَغِي لِجلالِ وَجهِكَ وَعَظيمِ سُلطانِكْ. اللَّهُمَّ اغفِر لَنا وَلِلْمُؤمنينَ والمُؤْمِناتِ والمسلِمينَ والمُسْلِمات.

السبت، 6 فبراير 2010

الرئيسية القِطعَةُ الأخيرَة

القِطعَةُ الأخيرَة



سَيدةٌ شَابة كانَت تَنتَظِرُ طائرَتها في مَطارٍ دولىٍ كَبير ولأنها كانَت سَتَنتَظِرُ كثيراً، إشتَرَت كِتاباًً لِتَقرأ فِيهِ واشتَرَت أيضاً علبة بسكويت.


بَدأت تَقرَأ كِتابَها أثناءَ إنتِظارها لِلطائرة وَكانَ يَجلِسُ بجانِبها رَجلٌ يَقرأ في كِتابه، وَعِندَمَا بَدأت في قَضمِ أول قِطعة بسكويت مِنَ العلبة التي كانت مَوضوعة على الكُرسي بَينها وَبَينَ الرَجُل فُوجِئَت بأنَ الرَجُل بَدأ في قضمِ قطعة بسكويت مِن نَفسِ العلبة التي كانَت هِيَ تَأكُلُ مِنها.




بَدَأت تُفَكِرُ بعَصَبية أن تَلكُمَهُ لَكمَةً في وَجهِهِ لِقِلةِ ذَوقه، كُلُ قَضمَةٍ كَانَت تَأكُلُها هِيَ مِن علبة البسكويت كَانَ الرَجُلُ يَأكُلُ قَضمةً أيضاً، زَادَت عَصبيَتُها لكِنَها كَتَمَت في نَفسِهَا، وَعِندَمَا بَقِيَ في علبة البسكويت قِطعَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَط نَظرَت إليها وَقَالت في نَفسِهَا: مَاذا سَيفعَل هَذا الرَجُل قَليلُ الذَوق الآن؟



واندَهَشَت عِندَمَا قَسَمَ الرَجُلُ القِطعَةَ إلى نِصفَين ثُّمَ أكَلَ النِصف وتَركَ لها النِصفَ الأخر، فَقالت في نَفسِها: هَذا لا يُحتَمَل.



كَظَمَت غَيظها وَأخَذَت كِتَابَها وَبدأت بالصُعُودِ إلى الطائرة، وَعِندَمَا جَلسَت في مَقعَدِهَا فَتَحَت حَقيبَتَها لِتَأخُذَ نَظارَتها فَتَفاجَأت بوُجُودِ علبة البسكويت الخاصِة بها مُغلَقَةً كَمَا هِيَ دَاخِلَ الحَقيبَة!!!



صُدِمَت وَشَعَرَت بالخَجَلِ الشَديد لأنَها أدرَكَت الأنَ فَقَط بأنَّ عُلبَتَها كَانَت في حَقيبَتِهَا وَأنّهَا كَانَت تَأكُلُ مَعَ الرَجُل مِن علبتِهِ هُوَ، وحِينَها أدرَكَت مُتَأخِرَةً بأنَّ الرَجُلَ كَانَ كَريمَاًً جِداً مَعَها وَقَاسَمَها في علبة البسكويت الخاصَة بهِ دُونَ أنْ يَتَذَمر أو يَشتَكي.



وَازدَادَ شُعُورُهَا بالعَارِ وَالخَجَل إلا أنَّها لَمْ تَجِدْ الوَقتَ أو الكَلِماتِ المُنَاسِبَة لِتَعتَذِرَ لِلرَجُل عَمَّا حَدَثَ مِنْ قِلَةِ ذَوقِها.


وأترُكُ لَكَ أخي القَارِئ المَجالَ لاستِقَاءِ الدُروس وَالعِبَر مِنْ هَذهِ القِصَة القَصيرَة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.