جُنونُ الأصفر، جُرأةُ البرتقالي، قُوةُ الأحمر، ثِقةُ البنفسجي، صِدقُ الأزرق وطيبةُ الأخضر!
لكنها في نظر البعض ... وسأكونُ متفائلة ولن أقول الأغلب ... تبدو ألماً وحسب، يعني ... ملابسٌ متبرجة وحجابُ زينة وحفلاتٌ راقصة وأفلامٌ عاطفية و... و... و...!
والآن ... هِيَ داعيةٌ تلقي دُروسَـــاً شيقةً في مصلّى الجامِعة ... وتابت على يدها قبلَ أيام زميلةٌ لها عن سَــــمَاعِ الـغـنـاء ... وحفظت سورة البقرة في مدةٍ قياسية ...!
فما الذي حدث؟!
أترونَ لو أنهُ جاء أحدٌ إليها في تلك الأيام الخوالي وقالَ لها مباشرةً: "هذا حرام! هذا تبذل! هذا فجور! هذا تشبهٌ بالكافرين واليهود و... و... و...!"
فماذا كانت فاعلة؟! سَتلوّحُ بيدها بضجرٍ وتقول: "أف! كلُ شيئٍ حرام؟! حتى اللهو؟!".
لا تلقوا أسلحتكم ... انتظروا ...أنتم لم تُبحروا في تيهِ نظراتها وهِيَ ترمقُ راكعاتِ الضحى ... أنتم لم تُسافروا في لوعـةِ قـلـبـهـا، وهِيَ تنظرُ إلى فتاةٍ تشمخُ بحجابٍ شرعيٍ في عِزةٍ وسمو ... أنتم لم ترحلوا مع شوقِ جوانحها، وهِيَ تُدعى إلى مجلسِ عِلم ... فتتحلق معَ المدعواتِ ساعةً لتذاكُر العِلم حتى لا يكونَ هذا المجلِسُ حَسرَةً عَليهِنَّ يَومَ القِيامة.
كانَ مُحمد بن المُسيب يقرأ فإذا قال: "قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم" بكى حتى يُغشى عليه، وأنا أبكي للوعةٍ كاذبة وشجىً باطل؟! وجلسَ البخاريُ للحديثِ وما في وجههِ شعرة، وأنا في عمرهِ أطمحُ إلى أن أكونَ ... لاعبة تنس؟! وكانت رابعةُ العدوية تنتظرُ الليلَ بأستارهِ الحالكة بكلِ شوقٍ لتناجي في ظلماتهِ رَبَّ السماواتِ والأرض، وأنا أنتظرهُ لألهثَ خلفَ حفلةٍ راقصة؟!
هذا كلُ ما حَدث ... لقد اطلعتُ على أغوارِ عالم الدعوة إلى الله ... فداعبَ ذلك أملاً أخضراً في نفسها، وأشواقـاً إلى الهِمَةِ بيضاء ... إنهنَّ طاقة ... وفيهنَّ خيرٌ كثير ... وحماسٌ للدعوةِ ملتهب ... لكِن ...
مَن تُجرب؟! دونَ أن تَضربَ على أيديهن، وتدعو عليهنَّ بالويلِ والثبور وعظائم الأمور؟ ... ثمَّ يُشغلنَ أنفسهنَّ بالحق ... فترتدُ عن الباطل؟
فَمَن تُجَرِّب؟؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق