دُعاء مُتحرك

اللَهُمَّ لَكَ الحَمْدُ كَمَا يَنبَغِي لِجلالِ وَجهِكَ وَعَظيمِ سُلطانِكْ. اللَّهُمَّ اغفِر لَنا وَلِلْمُؤمنينَ والمُؤْمِناتِ والمسلِمينَ والمُسْلِمات.

الخميس، 14 مايو 2009

الرئيسية نَوحُ الحَمَام حَنين وَوَفاء

نَوحُ الحَمَام حَنين وَوَفاء




صعدَ إلى سطح منزلهِ الجميل قبَيلَ الغروب ليجلسَ مُتأملاً تلك المناظر الخلابة التي تمتدُ أمامَ ناظريه مُرتشفاً بضعَ رشفات مِن كوب قهوته الساخن، وعلى غير عادتهِ وقفَ جامداً صامتاً مُشدداً سَمعهُ نحو ذلك الصوت.


صوتٌ حزينٌ يملأُ الأرجاء، نوحٌ مزلزلٌ يحبسُ الأنفاس، مشى بخطواتٍ هادئة ليَكتَشِفَ مصدرَ هذا الصوت وإذ بخطواتهِ الهادئة تقودهُ إلى بيتِ الحمام القديم المهجور.


ارتسمت على وجههِ أجمل المعاني وتجلّت عند رؤيته لذلك الطائر الأبيض الجميل وقد عادَ على جناحيّ الحنين والوفاء، أبحرَ في ذكرياتهِ ورجعَ لسنينَ خلت، فأرستهُ أمواجُ الذكريات على شواطئ ذلك اليوم، اليوم الذي تخلى فيه عن هذا الطائر الأبيض الوفيّ.

 


ولكنَّ هذه السنوات لم تمنع هذا الطائر الوفيّ مِن الرجوع لصاحبهِ وبيتهِ ووطنه، لحظاتٌ معدودة كانت كافية ً ليقتنعَ الطيرُ أن بيتهَ لم يعد يسكنهُ أحد، وأنَّ البيتَ الذي وُلدَ فيهِ لم يَعد بيتهُ بعد الأن، فنظرَ إلى صاحبهِ نظرة عتاب المُحب لحبيبه، وانطلقَ مُصفقاً بجناحيه مُبتعداً، عازفاً بهما أروع نشيد، راسماً بهما أجمل اللوحات وهو يغيبُ بين ثنايا قرص شمس الغروب، فشكّلَ بعزفه ورسمه مقطوعة ً رائعة فكانت بحق مقطوعة الحنين والوفاء.


أغمضَ الشابُ عينيهِ بحزنٍ دفين، و فتحمهما على أمل ٍ جديد، وهمسَ ودموعه تسقط ُ في فنجان قهوته:

اللهمَ ارزق بنيّ البشر مِثلَ هذا الحنين والوفاء


بقَلَم حَفِيْدُ العَتِيْق 2008 للميلاد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.